يواصل النظام الجزائري توجيه الاتهامات على الدوام إلى المغرب في ظل التوتر السياسي بين البلدين، سعياً منه إلى تعليق الانتكاسات الداخلية على “العدو الخارجي”، حيث اتّهمت مجموعة من الفعاليات الجزائرية الرباط بأنها توظف “العالم الافتراضي” من أجل ضرب استقرار الجارة الشرقية.
وأورد أحد الخبراء الأمنيين المحسوب على “قصر المرادية”، في تصريحات أدلى بها لقناة “الشروق”، أن “الجارة المغرب توظف كثيرا المجال الافتراضي في هجماتها اليومية على صانع القرار في الجزائر وكذلك على الشعب، بهدف ضرب الجزائر من الداخل؛ ولكن المواطن لا يراها، ويعتقد أنها أشياء مفتعلة وليست صحيحة”.
ونبه المتحدث، وفق المنشور الإعلامي، إلى “أن الحروب الحديثة التي تسعى إلى السيطرة على العقول تسمى بالحروب الهجينة؛ لأنها توظف العديد من الوسائل على غرار الضغط الاقتصادي والسياسي، وكذا الضغط على الهوية باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي وتعطيل أجهزة الدولة وصناعة أخبار كاذبة وغير موجودة من أجل عمليات التشكيك في الحقائق والوضع القائم”.
وفي ردّه على الاتهامات سالفة الذكر، قال محمد بنحمو، الباحث في العلاقات الدولية، إن “المغرب لم يتحول إلى عقدة للنظام الجزائري، بل شكّل عقدته منذ النشأة، وهو قدر المغرب أيضا؛ لأنه وجد نفسه ضحية للجغرافية التي فرضت هذا الجوار”.
وأضاف بنحمو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “كل ما يضر بالمغرب يعتبر نافعا بالنسبة إلى الجزائر، كما أن كل فشل تعانيه تعلقه على مشجب الرباط”، ثم زاد بالشرح: “العداء للمغرب شكل –وما زال- عقيدة النظام الجزائري الذي حوّله إلى “عدو مثالي” لتحميله مسؤولية كل الانتكاسات الداخلية”.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية أن “الجزائر تعاني من نقص خطير تسعى إلى ملئه من خلال تحويل نفسها إلى بلد محوري بالمنطقة؛ بينما لا تتوفر على المؤهلات التاريخية والسياسية والإستراتيجية التي يمكن أن تجعلها قوة إقليمية، في ظل وجود المغرب الذي يحمل وراءه تاريخا عريقا وحضورا قويا بالمنطقة”.
واستطرد: “يتحدث علماء النفس عن كون الشاب البالغ الذي يريد تحقيق استقلاليته الذاتية عليه “قتل” مكانة الأب داخله حتى يصبح رجلاً بالمعنى الرمزي بطبيعة الحال، وهي المسألة التي ما زالت تعانيها الجزائر إلى حدود الساعة، لأنها لم تتجاوز بعد صدمة النشأة والميلاد؛ ما يجعلها تحاول جعل المغرب عدوا مفترضاً لتحقيق استقلاليتها”.