أفاد أحساين رحاوي، المدير الجهوي للفلاحة بجهة بني ملال-خنيفرة، بأن الموسم الفلاحي الحالي عرف تساقطات مطرية مهمة ساهمت بشكل إيجابي في انتعاش الفرشة المائية وتحسين حالة المراعي والحالة العامة للمزروعات، خاصة زراعة الحبوب الخريفية والشمندر السكري والأشجار المثمرة.
وقال أحساين إن “المعدل الجهوي لهذه التساقطات المطرية المسجلة إلى غاية 29 مارس الجاري بلغ حوالي 272,7 ملم، ما مكن من تحسين نسبة ملء حقينة السدود، التي بلغت 34,6 في المائة بسد بين الويدان (420,5 مليون متر مكعب) و39,2 في المائة بسد الحنصالي (262,1 مليون متر مكعب)”.
واعتبر المتحدث منطقة الأطلس خزانا هاما لهذه المادة الحيوية، لكونها تشمل أحواضا مائية وسدودا كبيرة، منها سد أحمد الحنصالي وسد بين الويدان، إلى جانب تنوع منتوجاتها النباتية على مساحة تبلغ 960 ألف هكتار، موزعة على زراعات الحبوب والزيتون والزراعات الكلئية والقطاني والخضروات والشمندر السكري والحوامض والأشجار المثمرة، وكذا منتوجات حيوانية ممثلة في قطيع مهم يفوق 4,2 مليون رأس، منها 69 في المائة من الأغنام و21 في المائة من الماعز و10 بالمائة من الأبقار.
وأضاف أن “التساقطات المطرية التي عرفها الموسم الفلاحي كان لها أثر إيجابي على سلسلة الحبوب الخريفية، من خلال دورها الفعال في الإسراع في الرفع من وتيرة عمليتي الحرث والزرع، حيث بلغت المساحة المزروعة حاليا 587.816 هكتارا، ما يمثل 94 في المائة من البرنامج المسطر على صعيد الجهة، موزعة على المنطقة السقوية (55.688 هكتارا) والمنطقة البورية (532.128 هكتارا)”.
وأبرز أحساين رحاوي أن المديرية الجهوية للفلاحة تواصل مجهوداتها للنهوض بالقطاع الفلاحي، من خلال العمل على مواكبة وتفعيل المشاريع المندرجة في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، وعبر العمليات الأفقية المتعلقة باقتصاد ماء السقي واستصلاح السواقي بالدير والمناطق الجبلية، وتثمين المنتوجات الفلاحية.
وأورد المدير الجهوي للفلاحة بجهة بني ملال-خنيفرة أن المخطط الفلاحي ساهم على مستوى الإنتاج في ارتفاع إنتاج الزيتون من 129 ألف طن سنة 2008 إلى 240 ألف طن سنة 2019 (أي بزيادة بنسبة 86 بالمائة)، والرفع من إنتاج الحوامض من 214 ألف طن سنة 2008 إلى 500 ألف طن سنة 2019 (أي بزيادة بنسبة 101 في المائة).
وذكر المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “سلسلة تكثير البذور المختارة بجهة بني ملال خنيفرة عرفت وتيرة مهمة بخصوص عمليتي الحرث والزرع خلال هذا الموسم الفلاحي، حيث بلغت المساحة المزروعة 7400 هكتار، وتساهم هذه السلسلة بـ 30 بالمائة من الإنتاج الوطني”.
وأضاف أن “سلسلة الزيتون تحتل أهمية بالغة بجهة بني ملال خنيفرة، حيث تناهز المساحة الإجمالية 102.490 هكتارا، منها 62 بالمائة بالمنطقة السقوية. ومن حيث الإنتاج، يتراوح معدل الإنتاج السنوي خلال الخمس سنوات الأخيرة ما بين 180 ألف طن و240 ألف طن. كما يساهم القطاع بـ 13 بالمائة من الإنتاج الوطن، أي حوالي 34 ألف طن من زيت الزيتون و16 ألف من زيتون المائدة، كما يوفر حوالي 3 ملايين يوم عمل في السنة”.
ومن أجل إنتاج زيت زيتون تستجيب للمعايير القانونية الجاري بها العمل، ثم الترخيص لأزيد من 159 وحدة عصرية بالجهة من طرف المكتب الجهوي للسلامة الصحية. وتقوم الجهة بتثمين 70 بالمائة من الإنتاج وتتوفر على 550 من المعاصر العصرية وشبه العصرية.
وبخصوص الحوامض، ذكر الرحاوي أنه “منذ انطلاق المخطط الجهوي الفلاحي (PAR)، شهد القطاع تغييرات جذرية في جميع المستويات، حيث تمت الزيادة في المساحة المزروعة من 12.600 هكتار في عام 2008 إلى 18.950 هكتارا في عام 2019-2020 (+52 بالمائة) مع غرس أكثر من 9600 هكتار، بما في ذلك تجديد الأشجار القديمة على أكثر من 3000 هكتار. (أي أزيد من 16 بالمائة من المساحة الوطنية)”.
كما تضاعفت المساحة المجهزة بالري الموضعي، حيث انتقلت من 7885 هكتارا في عام 2008 إلى 16.873 هكتارا حاليًا (+114 بالمائة)، وارتفع الإنتاج من 210 آلاف طن إلى أكثر من 462 ألف طن (+120 بالمائة) كمعدل الإنتاج السنوي خلال السنوات الثلاث الأخيرة (مما يساهم بأكثر من 19٪ من الإنتاج الوطني).
وعلى المستوى الاقتصادي، تعد زراعة الحوامض مصدرا هاما لدخل الفلاحين بالمنطقة وتساهم بما يقارب 7 بالمائة من الصادرات الوطنية من الحوامض (مصدر العملة). وعلى المستوى الاجتماعي، يقدم القطاع ما يقارب 3 ملايين يوم عمل في السنة.
أما فيما يتعلق بتثمين الإنتاج، فقد عرفت جهة بني ملال خنيفرة إنشاء 3 محطات للتلفيف والتوضيب، بطاقة استيعابية تبلغ 90 ألف طن في السنة، وبذلك يصل إجمالي محطات تلفيف الحوامض على المستوى الجهة إلى 4 محطات، بسعة إجمالية قدرها 110 آلاف طن.
بعض سلاسل الإنتاج المهمة بجهة بني ملال
وبخصوص بعض السلاسل المهمة بجهة بني ملال، كشف المدير الجهوي للفلاحة بجهة بني ملال-خنيفرة أن سلسلة الرمان سجلت نتائج فاقت كل التوقعات، حيث عرفت المساحة المغروسة ارتفاعا ملموسا منتقلة من 1400 هكتار سنة 2008 إلى حوالي 2500 هكتار حاليا (+85%)، منها ما يفوق 500 هكتار مجهزة بتقنية الري الموضعي.
كما ارتفع الإنتاج من 30 ألف طن قبل انطلاق مخطط المغرب الأخضر إلى ما يفوق 52 ألف طن لموسم 2019-2020 (+71 بالمائة)، متجاوزا بذلك الإنتاج المستهدف في أفق سنة 2020 بأزيد من 22%. وأصبحت جهة بني ملال خنيفرة تساهم بحوالي 50 بالمائة من الإنتاج الوطني من الرمان.
وفي الإطار ذاته، تم خلق “تعاونية أولاد عبد الله لإنتاج وتسويق الرمان”، حيث استفادت من بناء وتجهيز وحدة لتوضيب وتلفيف الإنتاج بسعة 20 ألف طن، ما مكن التعاونية من ولوج الأسواق الخارجية وخلق فرص الشغل في جميع مراحل الإنتاج (ما يناهز 300 ألف يوم عمل) بالإضافة إلى الرواج الاقتصادي الذي تخلقه في فترة الجني والتسويق.
وفيما يتعلق بسلسلة الفلفل الأحمر (النيورة)، بلغ الإنتاج الإجمالي خلال الموسم الفلاحي 2019-2020 بجهة بني ملال خنيفرة، ما يناهز 32.200 طن من الفلفل الأحمر الطري، مسجلا بذلك مردودية 27 طنا في الهكتار، وهو ما يشكل أزيد من 90 في المائة من الإنتاج الوطني.
وتسهم زراعة الفلفل الأحمر، يضيف الرحاوي، في الرفع من دخل الفلاحين بالجهة، وإنعاش الحركة السوسيو-اقتصادية بالجهة، خاصة في مجال إنعاش الشغل بالعالم القروي، حيث توفر سنويا أزيد من 200 ألف يوم عمل، ناهيك عن القيمة المضافة التي تحققها هذه السلسة الفلاحية والتي تناهز 110 ملايين درهم.
وتتميز زراعة “النيورة” بكونها من بين الزراعات الأعلى دخلا بجهة بني ملال خنيفرة؛ إذ إن الهامش الصافي للربح يناهز 34 ألف درهم في الهكتار، كما أن عملية تحويل هذا المنتوج تتم بطريقة شبه تقليدية عبر 14 وحدة لطحن الفلفل الأحمر وتحويله إلى فلفل أحمر مسحوق.
وإلى جانب هذه السلاسل، ذكر الرحاوي بالدور المحوري الذي تلعبه “سلسلة الشمندر السكري في النسيج الاقتصادي من خلال خلق حوالي 3 ملايين يوم عمل سنويا على المستويين الفلاحي والصناعي، وتحقيق رقم معاملاتي يفوق 850 مليون درهم سنويا”، مشيرا إلى أنه تم خلال الموسم الحالي إنجاز 10 آلاف هكتار من الشمندر (80 في المائة) من البرنامج المسطر، وذلك بفضل التدابير والإجراءات التي اتخذتها اللجنة التقنية الجهوية للسكر.