أخبار الآن | سيئول- كوريا الجنوبية(وكالات)
لازالت كوريا الشمالية تواصل إدعاء خلوها من فيروس كورونا رغم تضرر جارتها الجنوبية. فيروس كورونا ، الذي ملأ الدنيا و شغل الناس نظرا لتفشيه في جميع أنحاء العالم ، أودى بحياة اكثر من 787 ألف و أصاب اكثر من 22 مليون
شخص .. تزعم بيونغ يونغ أن الوباء لن يطال أراضيها.
ورغم هذا الإدعاء، شكك مراقبون خارجيون بصحة هذه الادعاءات لأن كوريا الشمالية لديها حدود طويلة يسهل اختراقها مع الصين التي يبلغ طولها 1400 كيلومتر عندما بدأ الفيروس في الانتشار في شمال شرق آسيا، ومن
المعروف أنها تعاني من نقص في البنية التحتية والعمالة، للتعامل مع جائحة كورونا.
كوريا الشمالية اتخذت إجراءات سريعة، وأغلقت حدودها منذ أواخر يناير وشددت إجراءات الحجر الصحي. ووصفت بيونغ يانغ حربها ضد الفيروس بأنها “مسألة سياسية” ستحدد مصير البلاد.
ناهيك عن الخسائر المأساوية في الأرواح التي لحقت بالبشرية جراء كوفيد-19. لا عجب إذن أن تتغير الأولويات وأن تصبح الصراعات القديمة ليست محور تركيز وسائل الإعلام.
هذا صحيح بالنسبة لوضع كوريا الشمالية في المجتمع الدولي. لم نسمع سوى القليل عن دولة كيم خلال الأشهر القليلة الماضية رغم حدة التوتر مع جارتها كوريا الجنوبية.
في وقت سابق من هذا العام، سحبت كوريا الجنوبية موظفيها من مكتب الاتصال المشترك في كايسونج، على بعد 10 كيلومترات شمال الحدود بين الكوريتين، خوفا من انتشار فيروس كورونا وظلت الأمور هادئة، لكن كوريا
الشمالية سرعان مازادت من حدة التوتر في 2 مارس، حيث أطلقت بيونغ يانغ مقذوفتين على جارتها الجنوبية، وهو ما كان استفزازًا لسيئول واليابان والولايات المتحدة.
بينما ظلت الأمور هادئة بشكل ملحوظ خلال التدريبات المشتركة بين القوات الجوية الأمريكية والكورية الجنوبية في أبريل ، ردت كوريا الشمالية بسرعة عندما أرسلت مجموعات حقوق الإنسان بالونات دعاية مناهضة لكيم عبر
الحدود ما أدى إلى قطع خطوط الاتصال بين البلدين.
غياب لمدة أسابيع.. وقلق بشأن صحة رئيس البلاد، كيم جونغ أون، عندما فشل في الظهور علنا في احتفالات رسمية هامة في مايو لكن مع ظهوره تصاعدت حدة خطابه إضافة إلى دخول أخته الصغرى كيم يو جونغ على الخط.
وسرعان ما تبعت خطابهما إجراءات حازمة ضد كوريا الجنوبية حيث فجرت كوريا الشمالية المكتب الاتصالي الذي يقع على الحدود بين الكوريتين لتستأنف الجارتان حرب المنشورات و البالونات التي عمقت الأزمة بينهما من جديد.
لن يهدأ لبيونغ يانغ بال إلا و تسببت في مشكل مع جارتها الجنوبية إلا أنه في الأشهر الأخيرة و بسبب كورونا ، أصبحت كوريا الشمالية أكثر عزلة من أي وقت مضى ، خاصة وأنها تعاني من العقوبات الأمريكية المسلطة عليها ، لكن
يبدو أن نظام كيم يلتزم بتقاليده العريقة في تصعيد الخطاب والضغط لفرض المفاوضات.
فكوريا الشمالية تقوم بإنتاج يورانيوم عالي التخصيب وإنشاء مفاعل نووي للماء الخفي حتى أنها لم تجر تجارب نووية منذ سبتمبر (أيلول) 2017 لكنها تحاول الآونة الأخيرة السيطرة أكثر على حدودها وترسانتها النووية.
الجارة الجنوبية ولحماية نفسها من التهديدات المحتملة التي قد تشكلها هذه التحركات الشمالية، أعلنت عزمها تطوير نظام دفاعي صاروخي تكتيكي خاص على مدار 5 سنوات ما قد يسمح لها في 2025 بمراقبة الوضع بدقة في
شبه الجزيرة الكورية على مدار الساعة.
ثنائية الكوريتين تعيشان في مرحلة الشد والجذب في الملف النووي وتحديدا الباليستي، رغم تفشي فيروس كورونا في العالم وتحديدا فيهما إلا أنهما ماضيان قدما في الاغداق على الصواريخ الباليستية. لكن يجب أن لا نتجاهل أن
الكوريتين تمثلان بؤرة التوتر الجيوسياسية في العالم لأن الصراع يمكن أن يندلع في أي لحظة.