الاثنين 27 أبريل 2020 – 23:08
أظهرت جائحة فيروس “كورونا” المستجد قيمة التضامن لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي، ففي وقت ساهمت فئات في دعم الصندوق الخاص بتدبير الجائحة بالمال، تطوعت فئات أخرى بالمساهمة كل حسب إمكانياته.
في مدينة تمارة، انخرطت مجموعة من النساء كنّ يشتغلن في إطار جمعية تسمى “دار الأمان لدعم المرأة” في دعم الجهود المبذولة لمحاصرة فيروس “كوفيد-19” عن طريق صنع آلاف الكمامات الواقية، وتوزيعها على المواطنين بالمجان، خاصة سكان الأحياء الفقيرة.
بدأت فكرة تطوع نساء هذه الجمعية في مد يد العون إلى السلطات في حربها ضد “كورونا” بعد اتخاذ الحكومة قرار إجبارية وضع الكمامات الواقية، إذ وجد المواطنون صعوبة في الحصول عليها، بسبب قلتها في السوق، فقرّرن العمل على سد هذا الخصاص.
“بما أننا استفدنا من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قررنا، بشراكة مع جمعية أخرى، استغلال آلات الخياطة التي حصلنا عليها من أجل خياطة الكمامات، وتوزيعها مجانا”، تقول السعدية بوجنيوي، رئيسة جمعية دار الأمان لدعم المرأة.
في البداية لم يتعدّ عدد النساء اللواتي رحّبن بفكرة الانخراط في خياطة الكمامات بشكل تطوعي، عندما طرحتها عليهن رئيس الجمعية، خمس نساء، وقبل مباشرة العملية ارتفع عدد النساء المنخرطات إلى 18 امرأة، أغلبهنّ كن يشتغل انطلاقا من بيوتهن.
ولم يكن السقف الذي حدّدته هؤلاء النساء يتجاوز صنع خمسة آلاف كمامة واقية، لكنهن استطعن أن يصنعن أكثر من ضعف هذا العدد، إذ بلغ عدد الكمامات التي صنعنها 12 ألف كمامة، تم توزيعها جميعها على المواطنين بالمجان.
تُبدي السعدية بوجنيوي سعادتها بهذا الإنجاز، لكن ما أسعدها أكثر، كما تقول، أن الظرفية التي يمر منها المغرب كما هو حال باقي بلدان العالم “بيّنات بلي المغاربة شعب متضامن”، مضيفة: “معانا عيالات مزوجين تا هوما انخارطوا فهاد العملية، وكانوا رجالهم كيشجعوهم وكيساعدوهم”.
عملية صنع الكمامات كانت تتم بتنسيق مع السلطات المحلية والصحية، من أجل ضمان توفر الكمامات المصنوعة على معايير السلامة المطلوبة، وتتم عملية توزيعها أيضا بتنسيق مع أعوان السلطة.
بعد توفّر الكمامات الواقية في السوق، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، توقفت آلات خياطة نساء جمعية دار الأمان لدعم المرأة عن الدوران، بعد أن أدّين مهمتهن في مساعدة الدولة، حسب إمكانياتهن البسيطة، في محاصرة فيروس كورونا.
وتعبر السعدية بوجنيوي عن سعادتها بالعمل الذي قامت به هي ونساء الجمعية التي ترأسها بقولها: “هدفنا حققناه. صنعنا اثني عشر ألف كمامة ووزعناها بالمجان، وقد لقيت المبادرة استحسانا من طرف المواطنين”.